أيقظ قدراتك.. واصنع مستقبلك

Wednesday, April 11, 2012

أيقظ قدراتك.. واصنع مستقبلك

 


هو عنوان المحاضرة التي ألقاها الخبير العالمي في التنمية البشرية الدكتور إبراهيم الفقي في جامعة حلوان، والتي حضرها أكثر من ألف طالب وطالبة، بجامعة حلوان.

بدأ د. الفقي محاضرته بذكر قصة عالم الجيولوجيا الياباني، والذي وجد طفلًا يحمل حجرًا، فقال للطفل: بكم تبيع هذا الحجر؟ فقال الطفل: أنا لا أريد نقودًا.. أريد حلوى وشيكولاته، فأحضر له ما أراد.. وأخذ العالم الحجر وقام بفحصه 14 مرة، فتبين له أنه قطعة من الألماس، وكانت أكبر قطعه في ذلك الوقت، وقدر ثمنها بـ 100 مليون دولار، إلا أن الطفل لم يكن يعلم قيمتها.

ثم اتجه للجمهور الحاضر وقال لهم: بداخل كل واحد منكم كنز لا يعرفه، وتكمن المشكلة في أن تعرف قدر نفسك وتوظف قدراتك وتكتشف إمكانياتك، ولا تكن كمثل هذا الطفل الذي كان يحمل كنزًا كان من الممكن أن يرفعه هو وأسرته، وربما بلده أيضًا.

وذكر أن من أسباب العجز هو أن يجد الإنسان لنفسه عذرًا يتعذر به، ويعلق عدم نجاحه على الآخرين، ويجعل نفسه أسيرًا للمعتقدات السلبية، كمن يقول:

أصل بابا.. أو أصل ماما.. أو أصلهم ظلموني.. أصل فيه كوسة وفيه محسوبيات.

إلى غير ذلك من أسباب واهية، حتى يصبح الشخص والعذر شيئًا واحدًا، ويصاحبه العذر طوال حياته، ويقف مانعًا له دون النجاح، ويأتي آخر اليوم يبحث عن حصيلة يومه، فيجده باقة من الأعذار.

"الأحلام تتحقق بإذن الله.. لكن بشرط ألا تمشي خلف الأعذار".

وأكد الدكتور أنه من خلال سفرياته إلى أكثر من 34 بلدًا وتدريبه لأكثر من مليون شخص، أن الإنسان هو الإنسان، في أي مكان في العالم، الكل يريد أن يصبح سعيدًا، لكنه لا يعرف كيف يصل إلى هذه السعادة.

"البعض يقول: أنا أكون سعيدًا حين…."، ويضع المسببات للسعادة.. الكل يبحث عن طريق السعادة، مع أن السعادة نفسها هي الطريق.

"سادة الحياة هم الذين يجعلون من السعادة عادة في حب الله سبحانه".

كما أضاف أن الحماس لدى الإنسان لا يضيع؛ إنما الذي يتغير هو تركيز الإنسان، وأن الله وهب الإنسان قدرات كثيرة؛ أعظمها هو "العقل".. فهو هدية من الله تعالى للإنسان، فالعقل به أكثر من 150 مليار خلية.

كما أن سرعة العقل أسرع من سرعة الضوء؛ حيث تبلغ سرعته 186 ألف ميل في الساعة. ويستوعب 2 مليون معلومة في الثانية.

والعين تتحرك أكثر من 18 ألف مرة في اليوم.. ويتولد منها طاقة كهرومغناطيسية.

كما أن العين تميز بين 10 مليون لون في الحالة.

ولدى الإنسان 14 ألف مليون حاسة.

والقلب ينبض 100 ألف نبضه في اليوم.

والإنسان به طاقه تولد كهرباء تكفي أسبوعًا بأكمله.. وتبلغ قيمتها 85 مليار دولار.. وهذا ما فعلته اليابان؛ حيث قامت بتوليد كهرباء من جسم الإنسان، ففي الإنسان قدرات لا محدودة أعطاها الله له لكي يستغلها.

ثم عدد د. إبراهيم الفقي عوامل النجاح.. فقال: أولها: أن يكون لديك ارتباط متكامل بالله سبحانه وتعالى؛ لأن ارتباطك بالله هو سلسلة جميلة تبدأ بالإيمان، ثم يحصل الاستسلام لله، ثم تحصل الطاعة، ثم يحصل الإخلاص، ثم يحصل الوفاء، ثم يحصل التوكل والتفاؤل، وقد قال الله تعالى: "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". والله هنا أكد الأمر بالفاء.. ومعنى ذلك أنك تتوكل مع الأخذ بالأسباب.

وعزمْت.. أي أخذت بالعزيمة.. والعزم من الفكر.. ويأتي من الحواس الخمس وهي حواس الإدراكات، فتضعها في الفعل وتخطط له وتقيمه وتعدل فيه، وتتعلم منه، مع الإصرار والتعلم.. كل هذا في كلمة العزم والعزيمة.

وبعد أن تقوم بكل هذا فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين الذين يأخذون بالأسباب. ولكن إذا أخذت بالأسباب فقط ستفتن بالأسباب فتهلكك الأسباب، فيجب أن تتوكل على مسبب الأسباب.

والارتباط بالله يصل بك إلى مرحلة تمنعك من ارتكاب الخطأ، وكل أمر تفعله تجد نفسك تفكر في الله سبحانه وتعالى.

الأمر الثاني من عوامل النجاح: هو "الصحة".. فأنت لن تحقق هدفك بجسد سقيم، وبدون الصحة لن تنجح أبدًا، فلابد أن تهتم بها، وتجعل لنفسك برنامجًا رياضيًا تمارسه يوميًا.

وأنا عن نفسي وقد بلغت سن الستين، أمارس الرياضة ساعة على الأقل يوميًا.

تخيل أنك لو مشيت في اليوم 12 دقيقة سوف تحرق 320 سعرًا حراريًّا.

نحن نجلس أمام الكمبيوتر والتلفزيون بمعدل 50 ساعة في الأسبوع، وهذا ما جعل نسبة التوتر والاكتئاب في زيادة مستمرة.

ومن الحفاظ على الصحة عدم التدخين.. فقد أثبتت الأبحاث الآتي:

1.  أن سيجارة واحدة بها 214 سمًا.

2.  أن سيجارة واحدة تسبب 14 نوعًا من السرطان.

3.  أن سيجارة واحدة تسبب الشلل الرعاش.

4.  أن سيجارة واحدة تسبب الزهايمر.

5.  أن سيجارة واحدة تسبب الفشل الكلوي.

6.  أن سيجارة واحدة تسبب الجلطة المخية.

7.  أن سيجارة واحدة تسبب عجزًا جنسيًّا عند الرجال.

ومعظم الشركات العالمية مُنع فيها التدخين نهائيًا، وتُوقِع عليك غرامة ألف دولار.

العامل الثالث من عوامل النجاح: هو "الأخلاق".. فكيف يتأتى النجاح لشباب همه اليومي هو البحث عن الفتيات، ويضيع وقته في الجلوس معهن؟.

وكيف يتأتى النجاح لفتيات متبرجات كاسيات عاريات.. والعجب من فتيات يلبسن الحجاب وفي نفس الوقت يلبسن ثيابًا ضيقه.. وكأنهن مِنْ أعلى مع الله.. ومِنْ أسفل مع الشيطان.

العامل الرابع من عوامل النجاح: هو "الانتماء".. الانتماء لله.. والانتماء للرسول.. والانتماء للصحابة والصالحين.. والانتماء للوطن.

تتحدث عن وطنك أحسن الكلام بدون عصبية أو تعصب.. إنما بالحجة والمنطق.. وأن تكون في أحسن صورة من أجل أن يحترمك الناس.

ذات مرة سألتني إحدى الشخصيات الهامة في أمريكا.. وتعد الخامسة على مستوى العالم في تخصصها.. فقالت لي:

دكتور الفقي، ما الذي أعطاك الحق أن تحدثنا نحن عن النجاح؟

وهذه تفرقة عنصرية منها.

فلم أتعصب ولم أتشنج.. وإنما بأقل هدوء.. قلت لها:

هل بدأت من تحت الصفر؟

قالت: لا

هل وصلت إلى الإدارة العليا.

قالت: لا

هل أخذت جائزة أحسن مدير عام في أمريكا الشمالية؟

قالت: لا

كنتِ لا شيء وأخذت بطولة في بلدك؟

قالت: لا

هل أخذت بطولة إفريقيا؟

قالت: لا

هل أخذت بطولة العالم العربي ثلاث مرات؟

قالت: لا

هل أخذت بطولة بلدك 11 مرة ؟

قالت: لا

هل تعلمت 4 لغات؟

قالت: لا

هل أخذت 32 دبلومة ؟

قالت: لا

هل تحبين أن أكمل ؟

قالت: لا

العامل الخامس من عوامل النجاح: هو "الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات".. فأنا أقول دائمًا: إن لم تجعل لنفسك قيمة ستقع في أي قيمة.. وإن لم تكن تحترم نفسك فلا تنتظر أن يحترمك الناس.

لا تشغل بالك بأنك طويل أو قصير.. وسيم أو قبيح.. صوتك حسن أو رديء.. فإن هذا يبعدك عن هدفك.

لقد ساوموني ذات مرة على أن أكون ضمن أشهَر ثلاثة مدربين تنمية بشرية في العالم مقابل أن أغير اسمي من إبراهيم إلي براين، فقلت لهم:

"غدًا سآتيكم باسم جديد"..

إلا أني جئت في اليوم التالي وقلت لهم:

 "أنا اسمي إبراهيم محمد السيد الفقي.. مسلم جدًا.. مصري جدًا.. عربي جدًا.. غصبًا عنكم".

فقالوا لي: "إذًا، قل أنك نجحت لأنك درست وتعلمت في كندا".

فقلت لهم: "لا أنكر أني تعلمت واستفدت منكم.. لكن لحم كتافي من خير بلدي".

فرضخوا لأمري، لأني أعلم أني إذا تنازلت مرة سوف أتنازل كل مرة، فالمؤمن قوي في نفسه وفي ذاته، وليس معنى أن نعيش في الخارج أن ننسلخ من جلدنا وننسى أنفسنا.

الأحلام تتحقق، لكن أيقظ قدراتك.. واصنع مستقبلك.

قل دائمًا: (اللي ما يموتنيش يخليني أقوى).

قل دائمًا: شكرًا لمن قال لي: لا؛ لأني بسببه أصبحت أقوى.

قل دائمًا: رأيك فيَّ لا يدل عليَّ.. ولن يدل عليَّ

تأكد دائمًا أن الله إذا أغلق بابًا فتح لك أبوابًا أفضل، فلا تظل واقفًا عند الباب المغلق وتترك المفتوح.

واعلم أن أفضل وسيلة للانتقام هي النجاح.
     








كيف تتحدث بثقة أمام الناس




فيفان بوكان

"تفشل خططنا إذا لم يكن لها هدف؛ فحين لا يدري البحَّار أي مَرْفأ يريد فلن تكون هناك ريح مواتية". سينكا

حين تقدم صديقًا لشخص يراه لأول مرة فإنك تحاول أن تقيم علاقة في ثوانِي الأولي في الغالب من خلال البحث عن اهتمام مشترك يربط بين الغريبين.

ولإقامة علاقة مع مستمعك حاول أن تستغل الثوانِي الأولى. ابتسم ! ابتسم ! ابتسم !

وانتظر على الأقل حتى يردَّ واحد منهم فقط الابتسامة قبل أن تنطق كلمتك الأولى.

اجذب مستمعك

إنّ أي متحدث كُفْء يستخدم أربع كلمات أساسية لكي يلفت انتباه مستمعه, سواء كان هذا المستمع فردًا واحدًا أو مائة فرد. هذه الكلمات هي: مرحبًا, أنت, انظر، لذلك.

حين تبتسم فإنك تقول لجمهورك: مرحبًا.

وحين تقدم موضوعك, يصبح المستمع أنت.

وحين تلقي حديثك, فإن مستمعك ينظر.

وحين تصل لخاتمتك, يصل المستمع إلى لذلك.

إنّ كل حديث, بصرف النظر عن طوله أو موضوعه, يحتاج إلى مقدمة. والمقدمة هي الفقرة الأولى من الحديث ولها دوران لجذب انتباه المستمع, فهي: 1- تقود المستمع إلى موضوعك, 2- تثير اهتمامه.

إنّ جملة الفرض (إعلان الهدف) تأتِي في نهاية الفقرة الأولى وتلعب دور منصة الإطلاق بالنسبة لحديثك. وهذه الجملة تكون هي الهدف من إلقاء الحديث وتعد مستمعك للأسباب التي تقول من أجلها مثلاً: إن إجازتك في باريس كانت كارثة.

وفيما يلي ثمانية أنواع من المقدمات المتصلة الفعالة وتستطيع أن تختار من بينها ما يناسب موضوعك وهدفك ومستمعك.

1.    تضييق من العام إلى الخاص.

إنّ موضوعًا مثل إجازتك في باريس سهل ولا يحتاج إلى تحديد أكثر. ولكن إذا قلت: إن برنامج المعونة الخارجية يحتاج إلى مراجعة فإنك تتحدث عن موضوع شائك له أكثر من وجه.

وتستطيع أن تقلّل درجة تعقد الموضوع وذلك بتضييق الموضوع, مثل نريد أن يكون لنا موقفًا صارمًا بخصوص المعدات الحربية التي نرسلها للشرق الأدنَى وحتى هذا الموضوع يمكن أن يضيق بناء على طول الحديث الذي ستلقيه.

ونحن نسمي هذا المنهج الاستقرائي والذي يقترب من المنهج الاستنباطي في النقاط التالية:

إنه يقلل عمق واتساع الموضوع.

يقلل الموضوع لفكرة واحدة.

يمكن مناقشته تحديدًا.

2.    ضع نفسك موضع الخبير في موضوعك.

إذا كنت غير معروف للمستمع, فسوف يقدِّمك أحد المرموقين (نأمل أن يكون بصورة مناسبة وجيدة) والذي سيعلن عن قدرتك على الحديث في الموضوع. وإذا كان ذلك غير كافٍ لكسب الثقة والاحترام لك, فإنك ربما تحتاج إلى تأسيس مصداقية أكبر لدى المستمع. وإذا كانت مهنتك وذكاؤك وتعليمك وخبرتك تمكنك من إظهارك كخبير في موضوعك فلا تتردّد في بيان ذلك صراحة.

لنقل مثلاً إنك سمسار أراضٍ قادر على مناقشة استخدام الأرض وقوانين القسيم والإعارة والنقل وفحوص السندات وقانون البناء وغيرها وطلب منك الحديث إلى مجلس المدينة. إنّ خبرتك تجعلك أثقل من الرحّالة الذي لم يمتلك أبدًا سوى خيمة وإناء للطعام. وإن حديثك عن إنشاء مركز تجاري سيكون أكثر مصداقية من حديثه. وستجد المستمع مؤهلاً لسماع كفاءاتك كخبير لمساعدتهم على الوصول إلى النتيجة المطلوبة.

3.    استخدم المقارنة.

إن هدفك هو إظهار تفوق شيْء على آخر، لاحظ أنك هنا تتحدث عن شيئين لتقرر أيهما أفضل. ومن المستحيل أن تقيم كل شيْء يتضمنه موضوعك. مثلاً, تستطيع أن تقارن مزايا الكلية المحلية بالجامعة, تستطيع أو تقارن بين تويوتا وفولكس فاجن.

إذا كنت تناقش فكرة توظيف سكرتير جديد للشركة, فربّما تدخل للموضوع بجملة أعتقد أنّ الشخص الحاصل على دبلومة سكرتارية لسنتين أفضل من شخص نُدرّبه على العمل وهذا يفرض عليك أن توضح أن فكرة ما أفضل من أخرى.

4.    استخدم التفاصيل.

التخصيصات أكثر فعالية من التعميمات، الأرقام والإحصاءات تكون غالبًا مقنعة ولكنها تكون أكثر فائدة عندما تقرب لأقل رقم.

لنقل: إنك تناقش الأرق الذي يؤثر على الإنتاجية في شركتك, وأنت تعلم أنه من ثلاثة إلى أربعة أشخاص من كل مائة يعانون من عدم النوم. قدر عدد مستمعيك واقسم عددهم على ثلاثة.

يمكنك أن تبدأ فتقول: إنّ ثلث الموجودين بهذه الحجرة حوالَي ثلاثين يعانون من الأرق، وتعلمون كيف أن عدم النوم يؤثر على الإنتاجية. وإليكم بعض الأفكار التي يذكرها الأطباء لمساعدتكم على حل هذه المشكلة.

5.    استشهد بخبير

إذا لم تكن أنت نفسك خبيرًا في الموضوع الذي تتحدث عنه فحاول أن تستشهد بمن هم خبراء لإعطاء مصداقية لمقدمتك. وتأكّد مَن أن الخبير الذي تستشهد به خبير فعلاً في هذا الموضوع. مثلاً لو استخدمت لاعب السلة الشهير مايكل جوردون وأنت تتحدث عن القانون المشترك, فإن ذلك لن يكون مقنعًا مثل استخدامك محاميًا متخصصًا في هذا المجال.

لنفترض أنك تتحدث أمام نقابتك عن بناء مفاعل نووي في منطقتك، وأنت تعلم أن المعارضة ستكون شديدة ومسموعة. وبصرف النظر عن وجهة النظر التي تؤيدها لا تعتمد على الكلام الذي تسمعه من رجال الشارع أو من مذيع مفرط في التفاؤل أو من طالب من جامعة قريبة. اذهب لمن يملك حقائق مدروسة. وإذا كان ممكنًا اختر شخصًا معروفًا ومحترمًا حتى لو كان المستمع ضد آرائه. إذ يكون عليهم أن يستمعوا لرأيه على الأقل.

6.    استخدم الحكايات.

إن استخدام قصص ونوادر من الحياة تعطي المستمع خلاصات عن طبيعة الإنسان, وربما تكون هذه القصص فكاهية أو غير فكاهية. أحيانًا تكون حزينة ولكنها تساعدك في جذب المستمع إليك. حاول أن تجمع قصصًا عن سلوكيات غريبة أو غير معتادة أو مثيرة أو مضحكة أو مخيفة. مثلاً طفل يبلغ 12 سنة يختطف طائرة ويقلع بها دون إذن, محنة كلب يسير من مايين لتكساس بحثًا عن الأسرة التي فقدته وهي راحلة, أو الأم التي تبلغ 80 سنة في أول رحلة لها بالطائرة إلى روسيا. كل هذه الأحداث مؤثرة لأنها حقيقية وغير عادية. وهي تضفي على الموضوع لونًا وجاذبية وخصية إذا ربطت هذه الحكايات بموضوعك ومستمعك.

ولنضرب لذلك مثالاً: لنقل إنك تتحدث بعد حادثة مرور وأنت تجادل من أجل إنشاء إشارة المرور التي طالت الوعود بإنشائها عند المنعطف الخطير الذي وقعت عنده الحادثة وأنت تطلب سرعة العمل. ذكر مستمعيك بالطفل الذي يبلغ ستّ سنوات الذي صدمه سائح أول أيام الدراسة حيث لم ير السائح إشارة المرور التي تخفيها الشجيرات. أضف لحكايتك نتائج الحادث كسرت ساق الطفل وحوضه وفقد عامًا دراسيًا وربما يعيش بقية حياته يمشي بصورة غير طبيعية وهذه المناشدة ربما تكون أكثر تأثيرًا من أية إحصاءات عن الحوادث في بلدك.

7.    عرف مصطلحاتك.

إن آلاف الكلمات قد خلت اللغة منذ الحرب العالمية الثانية, لقد وضعت التكنولوجيا مصطلحات لا يعرفها الشخص المتوسط. وهذه الكلمات تُحَيّر غير المتخصصين وتستعصي عليهم. من المهم أن تتأكد أن المستمع يفهم مصطلحاتك التي تستخدمها في الموضوع. ربما تحتاج إلى استخدام طباشير أو لوحة إذا كان الموضوع معقدًا- مثل إنشاء المفاعل النووي- والذي يتطلب مصطلحات متخصصة.

8.    استخدم أمثلة.

لا شيء يثير أكبر من على سبيل المثال…… ومثلاً……… وفي ذات مرة…… وتذكر…… لنفترض أنك تتحدث في معرض سيارات حيث تبحث عن حوافز لزيادة ترويجها.

إنك تستخدم أمثلة لنجاحات التجار لقد أقام جاك رايلي في سالزفابل احتفالاً صاخبًا في قطعة أرض فراغ بالقرب من مصنعه لاستعراض السيارات, وقد قدم العديد من استعراضات السيارات وأتاح للحضور تجربتها. وقد ذكر رايلي أنّ هذا الاحتفال المثير قد جذب الكثيرين وكانت النتيجة شراء الكثير من السيارات.

قام تاجر التجزئة ببيع كميات ضخمة من بضاعته عن طريق تقديم جوائز ومجاملة الزبائن بالفطائر والقهوة يقول التاجر: إنّ الفكرة حققت نجاحًا مذهلاً واستحقت كل مليم صرف عليها. تذكر أن أمثلتك يجب أن تكون مرتبطة بالمستمع حتى تحقق التأثير المطلوب. إنّ الناس يهتمون بكل شيء له علاقة بصحتهم وأموالهم وعلاقاتهم ونجاحهم.

9.    المقدمات مهمة.

تستحق المقدمات أن تقضي فيها بعض الوقت والفكر والمجهود، إنك تكسب نصف المعركة حين تجذب مشاهديك وتسيطر عليهم من خلال المقدمة.

إنّ تشبه الحديث بالمعركة ليس تشبيهًا بعيدًا. الحديث فعلاً معركة إنك تحارب من أجل جذب انتباه المستمعين حين تحاول تسليتهم أو إخبارهم بشيء أو إقناعهم. وأنت تحاول أن تجعل الوقت الذي يستمعون فيه إليك وقتًا مفيدًا. إنّ المشاهد يستحق أن تعطيه أفضل ما عندك مقابل الوقت الذي يعطيه لك والانتباه الذي يعيرك إياه. إذا أعطيت المقدمة الاهتمام الذي تستحقه, فإنّ المستمع سيعيرك الاهتمام الذي تستحقه.

10.           كيف تخرج من الموضوع.

إن كثيرًا من المتحدثين ينهون حديثهم بصورة مفاجئة ويجلسون، وهناك من يقدم فكرة جديدة ولا يكملها, حيث يترك المستمع ولديه شعور بأنه مخدوع وحائر.

إن أبسط وأسهل وأفضل خاتمة للحديث هي تلخيص النقاط الرئيسية فيه، مثلاً الآن تستطيعون أن تفهموا لماذا جعل المسكن السيئ والجيران المزعجون وارتفاع ثمن كل شيء إجازتِي في باريس تجربة لا أود أن أكررها.

تذكر مباراة البيسبول، حين يبدأ اللاعب هجمة ويدور حول القواعد من أجل إحراز هدف فإنّه لا يترك اللعبة في نصف الطريق ويذهب ليجلس مع المشاهدين.

وحديثك مثل لعبة البيسبول، حين تنتهي من آخره, يجب أن تعود لنقطة البداية, بمراجعة نقاطك واسترجاع أهم ما ذكرت من أسباب تؤيد وجهة نظرك. يجب أن تترك المستمع بنهاية مرضية تختم الموضوع، وتزينه بربطة جميلة وأنيقة.

* من كتاب: (كيف تتحدث بثقة أمام الناس) لفيفان بوكان


الإرادة والإدارة




منصور المقرن

هما كلمتان متطابقتان في أحرفهما، وبينهما بُعد المشرقين في معانيهما ودلالاتهما.. وعلى الرغم من ذلك فإن كثيراً ممن يعملون في المؤسسات الخيرية يخلطون بينهما؛ فيرون أن إرادتهم القوية والخيِّرة كافية لتشغيل مؤسساتهم بفعالية عالية دون حاجة إلى تطبيق مبادئ علم الإدارة المؤثرة.

ولعل أبرز أسباب تلك الرؤية ما يأتي:

• ضعف التصور والمعرفة بحقيقة علم الإدارة، ودوره في بناء المنظمات والشركات، وتحقيقه لأهدافها بأقل الجهود والموارد الممكنة.

• تصور البعض أن الإدارة علم صعب المرتقى، يشق عليهم فك طلاسمه وحل عُـقده، ولذلك لا يسعون إلى معرفته فضلاً عن تطبيقه.

• الاعتقاد بأن إدخال النظم الإدارية في تلك المؤسسات سوف يعقّد أمورها، ويطيل إجراءات عملها، ويقيد من صلاحيات مسؤوليها.

• تضخيم نجاحات المؤسسة وأنها حدثت –بعد توفيق الله– بإرادة المسؤولين دون حاجة إلى علم الإدارة.

• تصوّر بعض المسؤولين أن تطبيق عناصر الإدارة الحديثة في المؤسسة التي يعملون فيها سيُـظهر للآخرين ضعفهم في فهم العملية الإدارية وتطبيقها، وقد يتسبب في إبعادهم عن المؤسسة أو على الأقل عن المناصب القيادية فيها.

• ميل شخصية بعض المسؤولين وثقافته إلى عدم الرغبة في التجديد والتغيير في حياتهم كلها، ومنها حياتهم الوظيفية.

• اعتقاد البعض أن الشهادة الأكاديمية العليا (في غير الإدارة) ضمان لكفاءة الشخص في إدارته للمؤسسة.

• التكلفة المادية لبعض التغييرات الإدارية التي غالباً لا يراها المسؤول مكافِئة للتغيير المراد إحداثه، ولذلك يلجأ إلى الأسلوب الفردي والاجتهاد الشخصي في التغيـير، رغبة منه في تجنب تكاليف ليس لها مسوّغ كما يظن.

وهذه بعض الوسائل والإيضاحات التي آمل أن تكون معينة على معالجة تلك الأسباب:

أولاً:

الاطلاع العام على أداء المنظمات والشركات الناجحة سوف يُـظهر دور الإدارة البارز في إنجازاتها؛ سواء في المهارات الإدارية لدى مسؤوليها، أو الأنظمة والإجراءات المتبعة داخلها.

ثانياً:

سيُـظهر ذلك الاطلاع شدة التنافس بين تلك المنظمات والشركات في استقطاب الكفايات الإدارية المؤهلة، وفي الحرص على التعاقد مع الهيئات الاستشارية البارزة لإعادة تقويم أنظمتها ولوائحها وتطويرها.

ثالثاً:

إن إدخال النظم الإدارية الحديثة وتطبيقها في المؤسسات الخيرية يساعد – بإذن الله – على سهولة العمل لديها وليس العكس، فليست العبرة في قلة الإجراءات أو في الصلاحيات المطلقة داخل المؤسسة؛ وإنما العبرة في جودة ما تنتجه (المخرجات) تلك الإجراءات والصلاحيات.

رابعاً:

إن حجم الأموال والجهود المبذولة في تلك المؤسسات الخيرية لا يتناسب مطلقاً مع الإنجازات المتحققة، وكان من الممكن – في ظل تطبيق أنظمة إدارية فاعلة – الوصول إلى أضعاف أضعاف تلك الإنجازات، كما أن كثيراً مما يعده البعض نجاحات لتلك المؤسسات مبالغ فيه.

هذا فضلاً عن أن بعض تلك الإنجازات ليس من صنع المؤسسة نفسها، وإنما هي نتاج الجهات والشرائح الاجتماعية التي تشرف عليها. مثال ذلك: مؤسسة خيرية معنـية بإغاثة الفقراء وتأهيلهم، قام عدد من الغيورين في كل حي -بعد الحصول على تصريح من تلك المؤسسة -بافتـتاح العشرات من المراكز واستقطاب آلاف الفقراء في مدينتهم وإغاثتهم وتأهيلهم، فهل يصح لتلك المؤسسة أن تعد تلك المراكز وأولئك الآلاف من الفقراء الذين تم تأهيلهم ومساعدتهم من إنجازاتها ونجاحاتها، فيما هي لم تعمل سوى إعطاء التصاريح، والإشراف العام و (الفخري) على تلك المراكز؟

خامساً:

إن تطبيق الأنظمة الإدارية في المؤسسة الخيرية سيدفع مسؤوليها – ما داموا حريصين على مؤسستهم – إلى الارتقاء بعلمهم ومهاراتهم للحاق بتلك الأنظمة والتفاعل معها. ثم على فرض عدم استطاعتهم ذلك، فإن حسن مقصدهم وصلاح نيتهم يجعلهم يسعون إلى نجاح المؤسسة، وليس إلى نجاحهم في بقائهم في وظائفهم.

سادساً:

الصفات والسمات الشخصية للمسؤول ينبغي ألاّ تؤثر سلباً على أدائه وقراراته في المؤسسة التي يعمل فيها؛ فقد تحتاج المؤسسة إلى اتخاذ قرار سريع وشجاع في وقت ما، فلا يعني كون المسؤول صاحب القرار بطيئاً ومتردداً في حياته الخاصة أن يكون كذلك في قراراته وإدارته في المؤسسة.

وقد كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أرحم الأمة بالخلق وألينهم عريكة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، ولكن بعدما ارتدّ من ارتدّ أظهر قوة وحزماً في التعامل معهم.

سابعاً:

الإرادة الصادقة لا تُـغني عن الإدارة الفاعلة.

وإذا كان الفقهاء يقولون: إن النية الحسنة لا تقلب العمل السيئ صالحاً، فيمكن أن يُقال هنا: إن الإرادة الصالحة لا تقلب العمل الفوضوي إلى عمل منظم.

وفي حادثة الهجرة النبوية مثال واضح على المزج الناجح بين الإدارة والإرادة؛ فلم تكن إرادة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وحدها كفيلة بوصولهما سالمين إلى المدينة – بعد حفظ الله تعالى ورعايته – ولكن صاحب ذلك إدارة ناجحة منهما لتلك الرحلة، فقد عملا بأربعة من عناصر الإدارة المعروفة، وهي التخطيط والتنظيم والتوظيف والتوجيه.

ثامناً:

تصور البعض أن الإدارة علم يصعب فهمه وفك رموزه تصور غير سليم، مرده إلى أن "الإنسان عدو ما يجهل"؛ فكثير من المهارات الإدارية يجيدها البعض وهم لم يدرسوا علم الإدارة قط، كما أن التعلم والتدرب على تلك المهارات ليس صعباً. فكم من الرؤوساء والمديرين أمضوا ردحاً من أعمارهم لا يعرفون عن الإدارة شيئاً، ولكن التطور والتقدم الحاصل في مجال أعمالهم، والتنافس مع الآخرين، جعلهم يدركون الركب، ويحصلون على ما يُـمكِّنهم من مجاراة منافسيهم، وذلك عن طريق الآتي:

o الدورات التدريبية القصيرة.

o الندوات وورش العمل والمحاضرات.

o قراءة الكتب المبسطة في الإدارة.

o التعاقد مع مكاتب استشارية لتقديم مشورتها، وللتدريب على رأس العمل.

o تعيين المتخصصين في الإدارة للاستفادة منهم.

تاسعاً :

إن المسؤولين في الجهات الخيرية لا يحتاجون إلى الإلمام بتفاصيل العملية الإدارية ودقائقها؛ وإنما يكفيهم المعرفة العملية والتطبيقية للمعالم البارزة في الإدارة، التي لا غنى لهم عنها، وكما قيل "مالا يُدرك كله لا يُترك جُله".

وهذا أبرز ما يحتاج إليه كل مسؤول في الجهات الخيرية في علم الإدارة:

-عناصر الإدارة: (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة).

-القيادة: مهارات الاتصال الفعّال، صنع القرار، إدارة الوقت، بناء فريق العمل، إدارة الاجتماعات التأثير في الناس، التحفيز، فن التغيير، مهارات القائد، فن الإبداع.

وختاماً: فالمؤمّل أن يكون في هذا المقال أيضاً دعوة للمختصين في الإدارة لتقديم زكاة علمهم وخبراتهم وخدماتهم إلى المؤسسات الخيرية المحتاجة إليهم، سواء بالمحاضرات أو الدورات أو الاستشارات ونحوها

 مصدر المقال:http://saadh.maktoobblog.com/391                                                                                                  

0 comments:

Post a Comment