بيل جيتس

 



أغنى رجل في العالم”، “العبقري”، “الاسطورة”، “سوبرمان” هذا العصر.. هذا هو بيل جيتس أحد مؤسسي مايكروسوفت الذي توصل إلى ثروة شخصية تصل إلى مئة بليون دولار انطلاقاً من مهمته البسيطة الأولى، صانعة منه ظاهرة الأعمال والتكنولوجيا في زمانه.

بيل غيتس كان يردد لمعلميه أنه سيصبح مليونيرا عند بلوغه الثلاثين عاما، وكانت هذه أحد المرات القليلة التي قلل فيها من شأنه، اذ ان بيل أصبح بليونيرا عند بلوغه الواحد والثلاثين عاما!!!

رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ورحلة المليارات تبدأ بفكرة.. واليكم رحلة بيل غيتس الذي استطاع أن يغتنم الفرص ويوظف أكفأ العقول، يركز على أهدافه، يتفوق على المعارضة، يتحكم بالسوق، يصدر قرارات ثابتة، يتعرف على أخطائه ليبقى في الواجهة الأمامية للعبة.

بيل جيتس الطفل: “استطيع أن أفعل أي شئ أضع كل تفكيري فيه”

وليام وماري، والدي بيل غيتس

ولد بيل غيتس في 28-10-1955 في سياتل في الولايات المتحدة، من عائلة غنية مع صندوق ائتمان يساوي مليون دولار تركه لهم جدّه (نائب رئيس المصرف الوطني في أمريكا)، ولكنه رفض أن يستخدم دولاراً واحداً في بناء نفسه وامبراطوريته.

أبوه وليام كان محامي بارز وأمه ماري، كانت تعمل مدرسة وكانت سبباً رئيسياً في تنظيم حياته. ابوه، ويدعى بيل جونيور، كان محامياً نافذاً، ولكنه محافظاً مع بيل واختيه كرستين وليبي.

منذ صغره وحتى وهو ناضج، لم يكن بيل يحب تضييع الوقت ولا أوقات الفراغ، ويصف بيل غيتس جلسات العشاء مع أهله بأنها كانت في محيط غني يتعلم منه المرء الكثير. كان بيل شخصاً عادياً ولكنه في بعض النواحي كان مميزاً ومختلفاً، وكان ذو ذاكرة ممتازة، كان يردد دائما : “استطيع أن أفعل أي شئ أضع كل تفكيري فيه”.

ويقول عنه احد اصدقائه في تلك الأيام :”كان بيل أذكى منا جميعاً. ومع ذلك فقد كان متواضعاً وعلى الرغم من أن عمره 9 أو 10 سنوات ولكنه كان يتكلم كالكبار وكان كل ما يقوله أعلى من مستوى تفكيرنا”. وكان بيل يحب الانخراط في المخيمات الصيفية وممارسة الرياضة على أنواعها وخاصة السباحة.

بيل جيتس وعمره 14 يؤسس شركة للبرمجة…

بيل غيتس وبول ألن

كان بيل غيتس بارعا بالرياضيات والعلوم، وقد أدرك أهله قدراته المميزة ولذلك بعد انهاءه المرحلة الابتدائية أرسلاه إلى مدرسة ليك سايد الإعدادية رفيعة المستوى. وفي عام 1968 قررت المدرسة شراء جهاز كمبيوتر، هذا القرار غير مجرى حياة بيل غيتس البالغ من العمر حينها 13 عاماً.

أكثر الطلاب أهتماماً بالكمبيوتر كانوا ثلاثة :بيل غيتس، كانت ايفانس وبول ألن الذي كان اكبر من غيتس بسنتين وأسس معه بعد ذلك مايكروسوفت. كان الثلاثة يجلسون مسمرين أمام الكمبيوتر في أوقات فراغهم، حتى أنهم اصبحوا يفهمون بالكمبيوتر أكثر من اساتذتهم مما سبب لهم مشكلات عدة مع الاساتذة. وكانوا يهملون دراستهم بسبب هذه الآلة الجديدة.

بدأ بيل غيتس في سن الرابعة عشرة من عمره بكتابة برامج قصيرة، أول برامجه كانت ألعاباً محدودة، وكان يكتبها بلغة “البيسك” وكانت قدرته على كتابة البرامج نابعة من حبه للرياضيات وعلم المنطق. إذا أحب بيل غيتس ان يكون جيداً في مجال معين، فلا يرضى عن الأفضل بديلاً: وبدأ بقراءة المجالات التي تتعاطى مع شؤون التجارة.

في عام 1969، انشأ بيل غيتس وبول ألن شركة باسم” مجموعة مبرمجي ليك سايد للكمبيوتر”، وكان ذلك نقطة تحول تعرف الطالبان خلالها على الكثير من الأمور. وفي المرحله الثانوية استمر بيل في عمل البرمجيات حيث أسس مع صديقه بول Traf-O-Data شركة تبيع نظام حاسوب صغير يحوي برنامجهم للاطلاع على بيانات سير المرور للولايات في أمريكا. هذه الشركة لم تحقق نجاحا كبيرا ولكنهم حققوا من خلالها ربحا معقولا وخبرة مفيدة.

ولادة عملاقة البرمجة Microsoft

طاقم عاملي شركة MICROSOFT عام 1978 ويظهر بيل غيتس محاط بالدائرة الزرقاء

بعد تخرجه من المدرسة كان متوقعاً من بــيـل غـيـتس ان يدخل إلى أفضل جامعة في الولايات المتحدة هارفرد، وهذا ما حصل فعلاً. ولكن بـيـل غـيـتس وجد أنه ليس الأفضل في هارفرد في مادة الرياضيات، وكانت قناعته: “إذا لم أكن الأفضل في الرياضيات فلماذا أتابع في هذا المجال؟”.

نقطة تحول ثانية حدثت لبيل وكانت في شهر كانون الأول عام 1974 عندما كان بول ألن في طريقه لزيارة بـيـل غيـتس، رأى خلالها نسخة من مجلة Popular Electronics. وكانت على الغلاف صورة لكمبيوتر شخصي اسمه ALTAIR 8800 وأحضرها إلى غيتس، وأدرك ان عصر الكمبيوتر الشخصي سيبدأ وسيكون متوفراً للناس فبدأ بالتفكير في كتابة برامج لكل كمبيوتر.

اتصل الاثنان بالشركة التي صممت الكمبيوتر وكان اسمها MITS وصاحبها ED ROBERTS فطلب منهما برنامجاً سهلاً” للكمبيوتر، فأنكب الأثنان لمدة 8 أسابيع ومنحاه برنامجاً بلغة BASIC ويقول ROBERTS: “كان ذلك رائعاً وفعلاً كان هذا الأمر نقطة تحول بالنسبة إلى عالم الكمبيوتر الشخصي”, وكان هذا السبب الرئيسي لولادة شركة MICROSOFT والتي انبثقت من MICROCOMPUTER SOFTWARE.

كان شعار مايكروسوفت: “أعمل بكد وجهد، طور في منتجاتك، واربح”. ومن المفارقات المضحكة أن الجميع كان يعمل بجد ليلاً ونهاراً. الجميع يلبسون الجينز و”التي شيرت”.

المدير الشاب.. جدي وصعب!

المدير الشاب.. جدي وصعب!

عندما كان غيتس في رحلة عمل تم تعيين أول سكرتيرة لميكروسوفت ميريام لوبر. وعندما رجع اتصلت بأحد المدربين تشتكي ان ولداً صغيراً جاء إلى مكتب غيتس وعبث بالكمبيوتر. وفتحت فمها مندهشة من أن هذا الولد كان بــيــل غيتس نفسه (كان بيل يظهر أصغر بكثير من عمره). وعندما علم زوج ميريام أن مديرها عمره 21 عاماً . اقترح عليها ان تتأكد إذا كانت ستقبض راتباً أم لا آخر الشهر .

قرر بـــيــل غــيــتس وآلن أن ينقلا مكاتب الشركة إلى مكان أكبر لاستيعاب العمل المتزايد. وكان بيل غيتس قدوة لكل الموظفين في العمل الجاد والمتواصل. وكان يعتقد “أي صفقة أفضل من لا صفقة أبداً”. وكان يأكل البيتزا الباردة ويبقى طوال الليل في المكتب. كان عدد موظفي شركة مايكروسوفت 13 عندما جمعت أول مليون دولار، بعدها انتقلوا إلى سيشل واختار جميع الموظفين أن ينتقلوا مع بيل وآلن .

على الرغم من أن بـــيــل غــيــتس كان مجتهداً ويعمل بكد، إلا انه واجه صعوبات جمة في تعامله مع الموظفين، فقد كان غيتس غير صبور ويواجه الاشخاص بسرعة، ووجد الموظفون صعوبة في التعامل معه وارضائه. ومهما كان العمل رائعاً كان بيل يقول يجب أن يطوروه، وكان يصرخ في وجههم إذا أحس بأنهم لا يعطون كل ما لديهم لمايكروسوفت.

رحلة بيل غيتس و Microsoft نحو النجوم

بــيـل غــيـتس وألن

عرضت IBM على بـــيــل غــيــتس وألن العمل على إنتاج برنامج تشغيل وبرامج لها. وكان لدى IBM الاستعداد التام لدفع الملايين ليكون انتاجها أفضل. ولكن بيل غيتس لم يوافق على كافة شروطهم وذهب إلى شركة كان لديها برامج تشغيل اسمها منتجات ستيل للكمبيوتر واسمه QDOS – 86.

أشترت مايكروسوفت حقوق هذا البرنامج بمبلغ 25 الف دولار. طورته الشركة وصار اسمه MS-DOS وباعته لشركة IBM وكان هذا جواز سفر مايكروسوفت إلى النجوم.

وأحد المواقف الطريفة الذي يذكرها بيل غيتس أنه اكتشف وهو ذاهب إلى أهم اجتماع في حياته مع IBM لعقد صفقة البيع أنه من دون ربطة عنق، فذهب إلى السوق وتأخر عن الاجتماع، ويقول: “الأفضل ان أتأخر من أن أذهب من دون ربطة عنق”.

عندما بدأت العلاقة بين IBM ومايكروسوفت كان لدى IBM ألف موظف و306 مليارات دولار كدخل سنوي، وفي المقابل كانت مايكروسوفت شركة صغيرة تحتوي على 32 موظفاً وربح خفيف، لكن IBM لم يكن لديها بـيل غيتس. توالت التطبيقات، وبدأ بــيــل غــيــتس بوضع برنامج معالج الكلمات WORD 1.0 وطوره وكلف الشركة 3.5 ملايين دولار للدعاية والتجربة المجانية
مصدر المقال:nowwara.maktoobblog.com/1394435/